عند الحديث عن شمال المغرب، يتبادر إلى الذهن الجبال الشاهقة بعلو 1400 متر، التقاليد القروية، والمهرجانات الشعبية. لكن هذه المنطقة مطبوعة أيضًا بشخصية روحية عالمية لا يمكن تجاهلها: مولاي عبد السلام بن مشيش. اسمه ينتقل من جيل إلى جيل، محمولًا بالاحترام والإعجاب.

في القرن الثاني عشر، كان هذا القطب الصوفي والمعلم الروحي معروفًا بإنسانيته الكبيرة، وروحانيته، وقيمه في المحبة والسلام، وعلاقته العميقة بالطبيعة. هو الشيخ الروحي للإمام أبي الحسن الشاذلي، والطريقة الشاذلية العالمية، أو المشيشية الشاذلية، المنتشرة في إفريقيا، آسيا، أوروبا، والولايات المتحدة.

ضريحه، الواقع في قمة جبل العلم، يستقبل كل سنة مئات الآلاف من الزوار من داخل المغرب وخارجه. البعض يصعدون بالسيارات، البعض سيرًا على الأقدام، وآخرون على صهوات الخيول، للارتواء الروحي وتكريم هذا القطب العظيم.

ضريح مولاي عبد السلام مكان مقدس. فضاء للسكينة، الصمت، الصلاة، والاتصال الداخلي. مصدر للبركة، مدرسة للتواضع والإيمان.