إنه سباق ماطا التقليدي، سباق فروسية استثنائي، يختلف تمامًا عن المنافسات الكلاسيكية. لا مسار رسمي، لا ساعة توقيت. فقط رجال، خيولهم، دمية قماش، وجمهور يحبس أنفاسه.

ماطا ليست مجرد لعبة. إنها إرث. يُقال إن هذا التقليد يعود لعدة قرون، إلى زمن كانت فيه القبائل القروية تستخدمه كتمرين للفروسية. كان على الفرسان أن يثبتوا قوتهم، مرونتهم، وذكاءهم للقبض على الدمية والدفاع عنها بأي ثمن. هذا الفعل كان يحمل معنى رمزيًا: من يفوز يبرهن على قيمته ويحظى بتقدير الجميع.

لكن ماطا ليست فقط شأن رجال وخيول. إنها أيضًا مناسبة اجتماعية. تتجمع العائلات، يكتشف الأطفال ثقافتهم، يروي الشيوخ ذكريات من دورات سابقة. الموسيقى، الطعام المحلي، الملابس التقليدية تخلق أجواءً احتفالية دافئة.

اليوم، وبفضل الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبدعم الشركاء المؤسساتيين والرعاة والسلطات المحلية، يشع هذا التقليد الفروسي العريق على المستوى العالمي. لا يكتفي المهرجان بإحياء الماضي، بل ينقله إلى جيل جديد. فرسان شباب يأخذون المشعل، فخورين بإعادة إحياء حركات أجدادهم.

ماطا تؤكد أن التقاليد ما زالت تجد مكانًا في العالم المعاصر. يمكنها أن تجمعنا، أن تلمس مشاعرنا، وأن تذكرنا بأصولنا.