كما يمارسها فرسان شمال المغرب، فإن “ماطا” تعد منافسة شرفية، حيث تكون التكتيكات، الذكاء، القوة، والتحمل ضرورية لتحقيق الفوز.

الهدف الرئيسي هو انتزاع الدمية “ماطا” وإيصالها إلى القرية، وهو انتصار يغمر الجمهور بالحماس والمشاعر الجياشة.

ولكن ما يتجاوز مجرد الفوز هو الروح الجماعية، المتعة المشتركة بين المشاركين والجمهور. كما أنها تجسد الارتباط بثقافة متجذرة تُعبّر عن قيم الشرف، الإيمان المتجدد، والوطنية، حيث يشكل التصوف مدرسة روحية وقيمة عالمية.

هذا الإرث الإنساني العظيم، الذي نقله مولاي عبد السلام ابن مشيش إلى الشرفاء العلميين، وكل مريدي الطريقة الشاذلية الصوفية، وسكان هذه المنطقة الاستثنائية، وإلى كل من يدرك في العالم متعة المشاركة الجماعية.

في عالم يعاني من الانقسامات، يمثل هذا اللحظة الجماعية من التشارك شعاعًا ينير ظلمات التفرقة، ودعوةً إلى السلام، الطيبة، والتعايش في مستقبل ينتصر فيه الانسجام على التعصب.

تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس

منذ 13 عامًا، نما المهرجان بشكل مستمر، وجذب جمهورًا من مختلف أنحاء المغرب والعالم. واليوم، أصبح مسجلًا كتراث ثقافي في منظمة الإيسيسكو، لتميزه بأجوائه الاحتفالية ورسالة التلاحم الاجتماعي ونقل القيم والفخر الثقافي.

وعلاوةً على المنافسة الفروسية، فإن “ماتا” هو أيضًا فضاءٌ للتعبير الفني، الحرفي، والموسيقي، حيث تقام المعارض، الحفلات الموسيقية، المؤتمرات، والأجنحة الخاصة بالصناعات التقليدية المحلية.

تُشبه هذه اللعبة بطولة، حيث يركب الفرسان بدون سرج ويتنافسون لانتزاع دمية قماشية تُعرف باسم “ماطا”، وهي رمزٌ للقوة الحيوية، الشرف، ونقل القيم. تعود جذورها إلى قرون مضت، وكانت تُمارس في مناسبات خاصة أو لتدريب الرجال على مواجهة تحديات الحياة.

إنها تقليدٌ يُنقل من جيل إلى جيل، وشاهدٌ حيٌّ على ثراء الثقافة في المنطقة، وأهمية الخيل في التقاليد المغربية.